تعلو الأصوات الآن حول العالم رافضة القبول بالكتاب المقدس إلا إذا تم إثباته بالحفريات والإكتشافات، وهذا بالضبط ماحدث مؤخراً من خروج واحد من أكبر علماء الآثار في مصر معلناً أنه لا توجد آثار تثبت وجود بني إسرائيل في مصر أو الخروج وعبور البحر الأحمر. ورغم أني أثق أن الكتاب المقدس لا يحتاج لإثبات، إلا أني أؤمن أن الكتاب نفسه يدعونا للإجتهاد والبحث وفحص الكتب للتأكد من صحة إيماننا.
تاريخ مصر القديمة وعلاقته بتاريخ الكتاب
على مدار 2000 سنة مرت مصر بثلاثة عصور قوة
المملكة القديمة: الأهرامات
المملكة الوسطى: الفنون والأدب
المملكة الحديثة: إمبراطورية ضخمة إستولت على بلاد محيطة (رمسيس)
بعد كل فترة أو مملكة قوية كانت تأتى فترات مظلمة وضعف وإنشقاق
نظرية الخروج ورمسيس الثانى
يأتي هذا الربط بسبب كلام الكتاب عن بناء مدينة رعمسيس خر ١: ١١
”فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنَوْا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيسَ“
بحسب البروفيسور جيمس هوفماير، عالم المصريات وقد بحث كثيراً فى الخروج بحسب الكتاب المقدس، قال: حفريات مدينة رمسيس تمت فى وقت حديث ومازالت مستمرة لم تنته بعد
هذه المدينة لها تاريخ مختصر: تم بنائها حوالى ١١٠٠ ق م. فى الدلتا. فإذا كانت هى نفس المدينة التى بناها اليهود فهذا يضعنا فى نطاق زمنى محدد حوالى ١٢٥٠ ق م. وفى هذه الحقبة لاتوجد آثار تتحدث عن اليهود أو الخروج. كذلك لا توجد آثار لأشخاص ساميين فى مدينة رمسيس
أما البروفيسور مانفريد بيتاك: عالم المصريات النمساوى يقول: تم اكتشاف مدينة أواريس والتي ينطبق عليها مواصفات الكتاب فى المنطقة التى عاش فيها اليهود فى تل الضبعة (افاريس)، وهي تقع جنوب مدينة رعمسيس قال: وجدنا بقايا مدينة يبلغ سكانها حوالى ٢٥ إلى ٣٠ ألف ولهم مواصفات سكان كنعان، والمدينة يبدو ان لها امتيازات خاصة كما لو كانت منطقة حرة (وهو ما يطابق وصف الكتاب من ان يوسف اختار افضل مدينة لأبيه واخوته ومتعها بامتيازات خاصة)
وأضاف ان هناك آثار أنهم كانوا رعاة لكن مانفريد نفى ربط هذه الآثار ببنى اسرائيل لاعتقاده ان بنى إسرائيل تواجدوا حوالى ١٢٠٠ ق م بينما هذه المدينة أقدم من هذا التاريخ البروفيسوركينت ويكز: عالم مصريات أمريكى هام قال: من الصعب إثبات أن رمسيس الثانى هو فرعون الخروج لأن الترتيب الزمنى لا يتطابق، رغم أنه من المغرى إعتباره فرعون الخروج لشهرته وقوته الكبيرة. لكن أى فرعون يمكن أن يكون هو فرعون الخروج، إذا تمكنا من إثبات حدوث الخروج نفسه
ربما حل المعضلة هو فى التوقيت، ربما ميعاد الخروج يختلف عما نظنه
قصة الخروج:
تبدأ قبل الخروج بكثير، تبدأ بإبراهيم، والعهد بامتلاك الأرض له ولنسله
١ – الوصول لمصر
٢ – النمو وزيادة عددهم
٣ – العبودية
٤ – قضاء الله (الضربات)
٥ - الخروج
٦ – الإنتصار وامتلاك أرض الموعد
1 – الوصول
هل يوجد أى دليل أو آثار لوجود العبرانيين وأشخاص مثل يوسف فى مصر؟
كانت الإجابة لا حتى ظهر ديفيد رو كاتب ومؤرخ وعالم مصريات، قضى أغلب حياته فى دراسة المصريات والكتابات التى تركها الفراعنة ؛ وهو لا ديني فلا يؤمن بوجود الله لكنه يرى آثار لشخصية يوسف من الكتاب المقدس، والشعب العبري فى منطقة دلتا النيل في مصر.
يعتقد رو أن سبب عدم إكتشاف أي أثر للعبرانيين هو أن البحث تم بناءاً على حسابات خاطئة للحقبة الزمنية. فبينما بحث العلماء على أثار للخروج فى الدولة الحديثة، يعتقد رو أن الخروج حدث فى وقت مبكر من الدولة الوسطى، حيث أمكن العثور على آثار فى هذه الحقبة.
لماذا يعتقد أن مانفريد بيتك كان مخطئاً؟
مانفريد بيتك هو واحد من أعظم علماء الآثار الموجودين حالياً، وقد إكتشف إكتشاف هام جداً وهو مدينة (أورايس) حوارة فى أرض جاسان، وهو المكان الذى عاش فيه يوسف وإخوته. ليس فى مدينة رعمسيس لكن إذا حفرت أعمق ستجد مدينة كاملة وبها الآثار المطلوبة.
كون الكتاب ذكر مدينة رعمسيس؛ ذلك لأن وقت الكتابة كانت مدينة رعمسيس هى الشهيرة والمعروفة، فكان المقصود أنهم سكنوا فى المكان المعروف الآن بإسم رعمسيس. وهذا مانراه فى الكتاب المقدس بوضوح. ففى تك 47: 11 ”فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مُلْكًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فِي أَفْضَلِ ٱلْأَرْضِ، فِي أَرْضِ رَعَمْسِيسَ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ.“
وكان هذا فى بداية دخول بنى إسرائيل مصر أى قبل بناء مدينة رعمسيس بمئات السنين، إذن ذكر المدينة كان لكونها شهيرة فالكتاب يتحدث عن المنطقة التى تقع فيها هذه المدينة وليس بالضرورة في المدينة نفسها (بتعبير آخر أسكنهم فى المنطقة التى صارت فيما بعد مدينة رعمسيس) وهذا ينطبق على ذكر المدينة فى سفر الخروج، فالمدينة التى بنوها كانت أورايس (أو حوارة) ومدينة رعمسيس بُنيت فوقها.
وفي هذه المدينة نجد آثار لساميين عاشوا لمئات السنين في هذه المدينة وتركوها فى النهاية.
ماهي الآثار الموجودة في المدينة ترتبط بالعبرانيين؟
في مركز المدينة نجد بيتاً ضخماً له طراز يختلف عن بيوت المصريين، هو من طراز المنطقة التى جاء منها إبراهيم، وهو يطابق التصميم الذى يمكن أن يبنيه يعقوب لنفسه في مصر. وفوق هذا البناء نجد أن قصراً على الطراز المصرى قد تم بنائه لكن المقيم فيه لم يكن مصرياً، وبناء القصر على الطراز المصري يعنى أن هذا الشخص تم تكريمه بسبب خدمات قدمها للدولة. والقصر كان له 12 عمود. فى حديقة هذا القصر نجد 12 قبراً. وواحد من القبور كان مختلف عن البقية وعلى شكل هرم، والغريب أنه في هذا الوقت كانت قبور الملوك والملكات فقط تُبنى على شكل هرم. الشخص المدفون فى هذا القبر هو ليس ملكاً لكنه تم تكريمه كملك. وفى داخل هذا القبر نجد تمثالاً له شعر أحمر وبشرة صفراء شاحبة، وعلى كتفة عصا السلطة. وعلى ظهره نجد بقايا باهتة لطلاء على شكل خطوط ملونة (رداء ملون) وهو ما كان يميز يوسف ، كما أنه لا يوجد تمثال آخر مشابه لهذا فى كل مصر. كما يمكننا معرفة جنسيته من خلال 3 إشارات: تسريحة الشعر (على شكل عيش الغراب)، والعصا الموجودة على كتفة (التى تشبه عصا البوميرانج الاسترالية)، وأخيراً لون البشرة الأصفر؛ وكلها تشير إلى أنه آشوري فلسطيني. فهذا الشخص إما أنه يوسف أو شخص آخر له نفس مكانة يوسف.
جزء آخر من قصة يوسف نعود فيه لبروفيسور ديفيد رو يقول: لأن تفسير حلم فرعون كان يظهر إرتباط المجاعة بالنيل حيث أن البقرات كانت خارجة من النيل؛ فإن إستعداد يوسف للمجاعة كان مرتبطاً بالنيل أيضاً. فنجد أن يوسف حفر قناة تحمل الماء من النيل لتوصله لبحيرة في الفيوم، تُسمى بحر يوسف، وهذه القناة مازالت تحمل نفس الإسم ومازالت تستعمل حتى الآن.
جزء آخر من قصة يوسف هو أن يوسف بتخزينه للحبوب في سنوات الرخاء، إستخدم هذا لتحويل كل ثروة الناس لتصبح ملكاُ لفرعون، فهل يوجد دليل على هذا؟
يجيب عن هذا دكتور برايانت وود، عالم الآثار الذى قضى سنوات عديدة فى دراسة الخروج والإنتصارات بعده لامتلاك الأرض؛ فيقول: فى هذا الوقت كانت مصر مقسمة إلى عدة مقاطعات وامتلك حكام المقاطعات ثروة كبيرة جداً، لكننا نجد أن كل هذا قد إختفى، وأصبح فرعون هو المالك لكل هذه الثروات، ولا يوجد فى كتب التاريخ المصرى أي تفسير لهذا التغير الديموغرافى الكبير. وهذا الأمر حدث فى عهد ملكين من المملكة الوسطى، سنوسرت الثالث، وأمنمحات الثالث، وهذا هو وقت المجاعة (امنمحات الثالث، يظهر فى التماثيل بوجه متجهم على خلاف باقى الفراعنه مما يشير أن عصره كان يتسم بالمشاكل، كما قام ببناء أهراماته بجوار بحر يوسف). يضيف دكتور وود إكتشاف آخر هام بخصوص القبر الهرمي الموجود فى أواريس، وهو أنه خالى من جثة أو حتى عظام المتوفى، وهذا يطابق قصة يوسف الذى أوصى من جهة عظامه أن تُنقل معهم عند خروجهم من مصر.
2 – النمو وزيادة عددهم
يقول د. ديفيد رو " نرى آثار لمدينة كانت أرضاً بكراً ثم تأتي لها مجموعة صغيرة من الكنعانيين، ثم يبدأون في التكاثر والنمو لتصبح أكبر مدينة في العالم القديم، وهي مدينة يسكنها أجانب في دلتا مصر، وقد سمحت الدولة لهم بالسكن هناك . وقد حدث هذا النمو فى العدد وفى الثروة على مدار حوالي 3 – 4 أجيال، ولا يوجد أثر لعبودية هنا. وما جعلنا نقول أنهم ساميين هو أننا قد وجدنا طراز معمارى مختلف في هذه المدينة، كما وجدنا قبور ليست للمصريين وذلك من طريقة الدفن ونوعية الأسلحة (خناجر تختلف عن الخناجر المصرية)، كما وجدنا أحيانا حمير مدفونة فيها وهو ما لا يفعلة المصريين. ونحن لا نقول بالتأكيد أنهم عبرانيين لكن من ناحية أخرى لا يمكن التفريق بين الكنعانيين والعبرانيين من حيث التقافة والعادات.
جون بيمسون أستاذ العهد القديم في جامعة ترينيتي في بريستول، إنجلترا، وهو متخصص في التاريخ الكتابي والآثار المرتبطة بهذا التاريخ. هو يري إرتباط كبير بين النمو الكبير للمدينة السامية الموجودة في الدلتا وبين ما يقوله الكتاب المقدس. يقول "يوجد حوالى 20 مستوطنة فى موقع جاسان فى الدلتا حيث يقول الكتاب أن العبرانيين سكنوها، لم يتم الحفر واستكشافها كلها بعد."
وهكذا نرى أنه لايوجد دلائل على النمو الكبير للساميين فى عهد رمسيس لكننا نراه في عصر الدولة الوسطى. لكن هل توجد آثار فى الدولة الوسطى بخصوص المرحلة التالية وهي، العبودية؟
3 – العبودية
يقول ديفيد رو " فى المدينة الموجودة أسفل (أقدم من) رعمسيس أى أواريس نجد أنه أعقب فترة النمو والثروة فترة من الفقر الشديد فنرى قبور وبها رفات تدل على سوء التغذية والفقر، وقد ماتوا في سن صغير (بين 32 – 34 سنة)، والتفسير الممكن لهذا التحول الكبير هو تأثير العبودية.
النقطة الثانية هى قتل الأطفال الذكور، هل يوجد آثار تدل على هذا؟
يقول ديفيد رو " في مقابر الدولة الوسطى نجد عادة نسبة 25% من الموتى فى القبور من الأطفال حديثي الولادة. وعندما نعود لسجلات الوفيات الخاصة بأواريس (من واقع القبور المكتشفة) نجد أنه بالرجوع للموتى من الأطفال أقل من عشر سنوات، نجد أن 50% منهم ماتوا فى الشهور الثلاثة الأولى من حياتهم. ففكرنا أنه ربما يكون وباءاً قد أثر على حديثي الولادة أكثر من غيرهم؛ لكن بفحص قبور الذين وصلوا لمرحلة النضج نجد أن الموتى 60% سيدات و 40% رجال."
بردية بروكلين: وهي بردية شهيرة من الأسرة الثالثة عشر، وليس الأسرة التاسعة عشر أى وقت متأخر من الدولة الوسطى بها قائمة بأسماء العبيد الموجودين في مصر، فيها نجد الكثير من الأسماء العبرية الشهيرة مثل مناحم، حزقيال، آشر ... وشفرة (واحدة من القابلات العبرانيات فى قصة الخروج). كما أن قائمة الأسماء هى ذات غالبية من النساء مما يطابق الدليل الذي رأيناه في القبور. لكن بسبب أن هذه القائمة توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هؤلاء العبيد هم من اليهود؛ فإن معظم علماء المصريات يرفضونها لأنها – من وجهة نظرهم – تقع فى حقبة تاريخية غير صحيحة حيث يظنون أنها قبل وجود اليهود فى مصر (أى قبل الدولة الحديثة ورمسيس).
4 – قضاء الله (الضربات)
موسى في مديان يرى العليقة:
الضربة العاشرة موت الأبكار من البشر والبهائم. ثم فرعون يتراجع عن إطلاق اليهود ويغرق كل جيشه.
لو كان القضاء الإلهي قد حدث كما يصفه الكتاب المقدس فلابد أن نرى إنهيار الإقتصاد المصري (ضياع المحاصيل، موت الأبكار، ضياع العبيد كقوة عاملة، وخسارة الجيش...).
توجد بردية تصف عن شاهد عيان لفوضى عارمة ووباء متزامن مع الخروج، في متحف لايدين فى هولندا؛ لكن عالم المصريات مارتن رايموند يعتقد أنه لا يوجد أي دليل على الخروج في هذه الوثيقة، أو أي مكان آخر. ويقول إن الوصف في الوثيقة غريب جداً مما يجعله مستحيل الحدوث، وهو مجرد خيال من الكاتب، ولا يمكن أن يكون قد حدث في الواقع. وكذلك يضيف بأن تاريخ هذه الوثيقة يقع في عصر الدولة الوسطى وليس الحديثة أو عصر رمسيس الذي حدث فيه الخروج.
هذه البردية كتبها كاتب إسمه "إبوير" والبردية إسمها " the admonition of Egyptian siege" تحذير من حصار مصر، وهو يصف مجموعة من الأحداث وفوضى عارمة تعقبها. وبمقارنة البردية مع كلام الكتاب المقدس ستنذهل من التطابق الغريب للأحداث. فمثلاً يتحدث عن تحول الماء لدم فى النيل، وكذلك نقص المحاصيل والجوع الشديد حتى بين طبقة النبلاء، وكذلك العواصف والظلام. كما تحدث عن الوبأ، والدم والموت في كل مكان. ويقول أن البكاء والعويل في كل أرض مصر.
مريم ليكتايم: عالمة أخرى تستبعد أن تكون برديه "تحذير إبوير" تشير إلى أحداث حدثت للبلد، لأنها – على حد قولها – تصف أموراً متناقضة؛ مثل أن البلد تعاني من خسارة فادحة، ولكن من ناحية أخرى نجد أن الفقراء يحصلون على ثروات، ويلبسون ملابس غالية الثمن. لكن الكتاب يقول أن موسى نصح الشعب أن يطلب ذهب وملابس من المصريين، وقد حصلوا على طلبهم.
5- الخروج
رامسيوم في الأقصر، يوجد تمثال أقامه إبن رمسيس مرنبتاح بعد موت رمسيس بقليل (وهو أيضاً لا يمكن أن يكون فرعون الخروج لأن في أيامه كانت إسرائيل أمة قائمة ومستقرة في أرض كنعان). في هذا التمثال يضع قائمة بالأمم التى هزمها رمسيس، ونجد إسم أمة إسرائيل في ذيل هذه القائمة. وهذا يؤكد أن الخروج لابد أن يكون قد حدث قبل عهد رمسيس لكي يكون هناك وقت كافي للتيهان في الصحراء ثم دخول أرض الموعد وإقامة دولة.
المؤرخ كلايد بيلينجتون، جامعة نورث ويست ، سان بول: يناقش إكتشاف آخر هام "قاعدة تمثال برلين" وهي قاعدة تمثال موجودة في متحف برلين منقوش عليها أسماء أمم هزمها الفرعون في كنعان، ومنها إسم لإسرائيل، وهذا يضع النصر على إسرائيل حوالى 1360 ق م إي قبل تاريخ الخروج المزعوم (أيام رمسيس 1250) بحوالي 100 عام
كذلك في أيام رمسيس وإبنه مرنبتاح لم يكن هناك أى ضعف في الإقتصاد أو الجيش.
** لكننا نجد جزء من الكتاب هام جداً ويعطينا تاريخ محدد للخروج! في ١مل ٦: ١
”وَكَانَ فِي سَنَةِ ٱلْأَرْبَعِ مِئَةٍ وَٱلثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فِي شَهْرِ زِيُو وَهُوَ ٱلشَّهْرُ ٱلثَّانِي، أَنَّهُ بَنَى ٱلْبَيْتَ لِلرَّبِّ.“
إتفق أغلب العلماء على أن الملك سليمان قد بدأ حكمه في 970 ق م أى أن الخروج كان حوالى 1450 ق م ، 200 عام قبل وقت رمسيس.
لكن مازال لدينا فجوة 200 عام بين هذا التاريخ والتاريخ المصري.
يقول ديفيد رو" وجدنا شيئ غير عادي في أواريس، حفر في الأرض بها أجساد لكنها لم تُدفن بشكل عادي، فهي ملقاة فوق بعضها البعض وبدون أي ترتيب.كما لو كان شيئ مثل وباء حدث بشكل مفاجئ، فكان عليهم أن يدفنوا الأموات بشكل سريع حتى لا يتلوث الأحياء.ثم أيضاً فجأة يترك الشعب السامي المدينة مهجورة ويغادر.
120 ميل جنوب أواريس، إكتشاف آخر مذهل مدينة أخرى (كاهون) بنفس المواصفات، سكان من الساميين، يهجرون المدينة بشكل مفاجئ. تقول البروفيسور روزالي ديفيد: "المدينة تًركت بشكل مفاجئ، السكان تركوا ممتلكاتهم في الشوارع حتى غطتها الرمال فيما بعد.
هجوم الهكسوس على مصر، وانهيار مصر
إذا ربطنا هذا بما كتبه كاهن مصرى إسمه مانيثو فى 300 ق م قال "في أيام حكم الملك ديوتيماوس في أواخر حكم الأسرة الثالثة عشر، دمر الله المصريين (الله بالمفرد وليس الآلهة كما اعتادوا الكلام)، وبسبب هذا الدمار، تمكن غزاة من الشمال مجهولي العرق من الإستيلاء على مصر، دون أن تتمكن مصر من الدفاع عن نفسها بسبب دمار الله لها. حدث دمار من الله أفقد مصر القدرة على الدفاع عن نفسها، هل يكون هذا هو غرق الجيش كله؟
6 – الإنتصار وامتلاك أرض الموعد
كانت الأرض مقسمة لمجموعة من الأمم كان تاريخها يُسمى العصر البرونزي الأوسط (معاصر للدولة الوسطى في مصر)، وفيه كانت المدن محصنة بأسوار وقوية. ثم يحدث دمار وحريق مفاجئ وتدخل في العصر البرونزي الأخير (معاصر للدولة الحديثة في مصر)
وهنا أيضاً نجد علماء الآثار يبحثون في العصر الخطأ، فهم يبحثون في العصر البرونزي الأخير وليس المتوسط (وهذا مبني أيضاً على تاريخ الخروج وقت رمسيس).
ديفيد رو يطرح سؤال منطقي: لو كانت أريحا قد تدمرت وقت وصول يشوع إليها ولم يكن لها وجود، إذن متى كانت أريحا موجودة؟
الحفريات وجدت أن أريحا كانت محصنة بأسوار عالية. حاجز صخري بارتفاع 15 قدم، وخلفه يوجد منحدر منزلق من الرخام الأبيض، حيث يتعرض الغزاة لرماة الأسهم من فوقهم ثم يأتى السور من الحجارة الطينية بارتفاع 25 قدم وسمك 10 اقدام.
وقد إنهار الحاجز الصخرى متسبباً في إنهيار السور الحجري، ثم إشتعلت النيران في الأسوار (وصفت كانيون هذا بالتفصيل، وقالت أن الأسوار سقطت قبل الحريق، وهو نفس ترتيب الأحداث كما في الكتاب المقدس). قالت كانيون أن المدينة تدمرت حوالي عام 1550 ق م على يد المصريين (رغم لا يوجد أي دليل على وجود المصريين في هذا المكان في هذا الوقت)أى قبل ميعاد الخروج المزعوم:
لكن هذا يتماشى بل ويؤكد فكرة أن الخروج حدث في وقت مبكر
وقد وجدوا فى المنازل أوعية مملوءة بالحبوب مما يُشير أن الحصاد كان قد تم منذ وقت قصير، والكتاب يوضح أن الهجوم على أريحا تم في الربيع (حيث إحتفلوا بالفصح قبل الدخول)، أى وقت الحصاد. كذلك تؤكد أن الحصار كان قصير (7 أيام فقط) وإلا كانوا سيستهلكوا مخزون الحبوب هذا.
- أمر آخر يطابق تفصيلة الوعد لراحاب. بيت راحاب كان في السور وكان الوعد أن تبقى هي وأسرتها داخل المنزل وتعلق حبل قرمزي في النافذة. لكن لو كان البيت مبني في السور فكيف سينجو؟
في تقرير إرنست سالين الألماني وصف أن بعض المنازل كانت مبنية في السور وأن جزء من السور لم يسقط . أي أن الله حفظ الوعد الذي قطعه الجاسوسان وبيت راحاب لم يسقط.
مدن أخرى محصنة بأسوار دمرها يشوع وأحرقها مثل حاصور، وقتل ملكها يابين.
وجد الأثريين وثيقة من العصر البرونزي المتوسط عليها إسم الملك يابين.
كل الإكتشافات تطابق قصة الكتاب المقدس لكن فى وقت مبكر بقرون.
سير آلان جاردنر، أوكسفورد: كتب "لابد أن ننتبه أننا نتعامل مع حضارة عمرها آلاف السنين، وما تبقى منها لنا هو فتات قليلة" فكيف إذن يمكننا أن نتأكد من تواريخ إذا كان ما لدينا هو الفتات.
كان هناك إحتياج لإعادة حساب تاريخ مصر حيث يعتمد عليه تاريخ كل المنطقة.
فى النهاية إكتشفوا أن حساب العصور المظلمة التى تلت الدولة الحديثة قد تمت المبالغة في طولها ولو تم تقصيرها فسيحرك هذا التواريخ للأمام أكثر.
لكن لا أحد يريد القيام بهذا التعديل. أياً كان الزمن فالآثار أثبتت الأحداث بتفاصيلها وترتيب حدوثها كما ذكر الكتاب المقدس.